التعليم الإلكتروني (النشأة والأساس )


يتميز هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات, لذا أصبح من الضروري مواكبة العملية التربوية لهذه التغيرات, لمواجهة المشكلات
التي قد تنجم عنها, مثل : كثرة المعلومات, وزيادة عدد الطلاب , ونقص المعلمين وبعد المسافات.
وقد أدت هذه التغيرات إلى ظهور أنماط وطرائق عديدة للتعليم , بخاصة في مجال التعليم الفردي أو الذاتي - الذي يسر فيه المتعلم حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لدية من خبرات ومهارات سابقة -
وذلك كحلول في مواجهة هذه التغيرات, فظهر مفهوم التعليم المبرمج ومفهوم التعليم باستخدام الحاسوب ومفهوم التعليم عن بعد والذي يتعلم فيه الطالب في أي مكان دون الحاجة إلى وجود المعلم بصفة دائمة .
ومع ظهور الثورة التكنولوجية في تقنية المعلومات والتي جعلت من العالم قرية صغيرة زادت الحاجة إلى تبادل الخبرات مع الآخرين وحاجة الطالب إلى البيئات هو أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم
يعتمد على التقنيات الحديثة للحاسب والشبكة العالمية ووسائطهم المتعددة ( أقراص مدمجة - برمجيات تعليمية - بريد إلكتروني - ساحات حوار ونقاش - فصول افتراضية )

مراحل التعليم الإلكتروني


ذكر (سالم -2004 م ) أربعة مراحل لتاريخ التعليم الإلكتروني وهي:
- المرحلة الأولى ( قبل عام 1983 م) :
عصر المعلم التقليدي حيث كان التعليم تقليديا قبل انتشار أجهزة الحاسبات بالرغم من وجودها لدى البعض وكان الاتصال بين المعلم والطالب في قاعة الدرس حسب جدول دراسي محدد
- المرحلة الثانية _ من عام 1984 م إلى عام 1993 م ) :
عصر الوسائط المتعددة وقد تميزت باستخدام أنظمة التشغيل ذوات الواجهة الرسومية مثل : (النوافذ3,1 )و (الماكنتوش)والأقراص الممغنطة كأدوات رئيسة لتطوير التعليم.
المرحلة الثالثة ( من عام 1993 م إلى 2000 م ):
ظهور الشبكة العالمية للمعلومات "الإنترنت ", ثم ظهور البريد الإلكتروني وبرامج إلكترونية لعرض أفلام الفيديو مما أضفى تطورا هائلا وواعدا لبيئة الوسائط المتعددة.
- المرحلة الرابعة (الفترة 2001 م وما بعدها ):
الجيل الثاني للشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات حيث أصبح تصميم المواقع على الشبكة أكثر تقدما وذو خصائص أقوى من ناحية السرعة وكثافة المحتوى .
في هذا الباب سوف نستعرض الأسس والعوامل التي أدت إلى تطور " التعليم الإلكتروني " والتي يمكن إيجازها في التالي :
- الأهداف السلوكية.
-التعليم الفردي.
-التعليم عن بعد.
-الشبكة العالمية للمعلومات " الإنترنت ".
{ولأهمية موضوع الشبكة العالمية للمعلومات " الإنترنت " تم إفراد باب مستقل لها}.
الفصل الأول: الأهداف السلوكية

يعتمد التعليم الإلكتروني على فلسفة المدرسة السلوكية التي تقوم على تجزئة المادة العلمية إلى أهداف يمكن قياسها.
كما تؤكد المنهجيات المرتبطة بتحليل المهام وبحركة التعليم المبرمج على السواء على أهمية تحديد أنماط السلوك الظاهر التي يلزم أن يؤديها المتعلم وتوصيفها. وعليه , فإن حركة الأهداف السلوكية
يمكن أن تعزى جزئيا إلى التطور في هذه المجالات (جانييه, 1965 م)
ويقول تايلور والذي يعد أبا لحركة الأهداف السلوكية . وقد كتب في عام 1943 م قائلا :
يجب تحديد كل هدف على نحو يوضح نوع السلوك الذي ينبغي أن يساعد البرنامج الدراسي على تطويره.(جانييه, 1420 هـ)
و من هنا تتضح أهمية معرفة الأهداف السلوكية لإعداد برامج التعليم الإلكتروني, وتحديد أنماط السلوك التي يتوقع أداؤها من الطلبة إزاء ذلك المحتوى الإلكتروني.

أ- تعريف الأهداف السلوكية:

للأهداف التعليمية مستويات عدة تتدرج من العام إلى الخاص كما قسمها بعض التربويين إلى (أهداف عامة بعيدة المدى, أهداف عامة مرحلية, أهداف خاصة محدودة ’ أهداف سلوكية خاصة ) (هندي, 1408 هـ )
ومنهم من قسمها إلى ( أهداف تربوية طويلة الأمد, أهداف تعليمية, أهداف سلوكية )
ومما يعنينا من هذه التقسيمات هو أن ( الأهداف السلوكية ): - هي النتيجة النهائية لجميع هذه الأهداف ( فالهدف التربوي هو التغيير المراد إحداثه في المجتمع وفي سلوك الأفراد, والهدف التعليمي هو غاية منظور
لموقف تعليمي , بينما الهدف السلوكي هو النتيجة لتعلم مقصود وهي النتيجة النهائية للتعلم والمستوى الذي يصل إليه المتعلم بعد مروره بخبرة تعليمية ) ( فالوقي , 1997 م )

وقد تعددت تعريفات التربويين حول الهدف السلوكي .. نذكر منها :
- ( نواتج تعليمية نوعية تقبل الملاحظة والقياس, وتسمى هذه الأهداف بالأهداف الإجرائية والأهداف الأدائية )( شحاته ,1419 هـ ).
-( تمثل نتاجات تعليمية ينتظر من المتعلمين أن يحققوها , ويسهل ملاحظتها وتقويمها )( هندي ..1408 هـ )
-( أهداف على درجة عالية من التحديد.. تصف سلوك المتعلم نتيجة للتعليم بشكل دقيق.. وتتحقق في موقف تعليمي أو في حصة تدريسية .. تكون فيه "الأهداف " محددة بسلوك يقوم به المتعلم نتيجة التعلم
ويكون هذا السلوك قابلا للملاحظة والقياس ) (السويدي والخليلي ..1417 هـ )


ب - أهمية الأهداف السلوكية
تتضح أهمية الأهداف السلوكية في تحقيقها للفوائد التالية :
1- استخدامها كدليل للمعلم في عملية تخطيط الدرس .
2- تسهل الأهداف السلوكية من عملية التعلم .
3 -تساعد الأهداف السلوكية المعلم على وضع أسئلة . أو فقرات الاختبار المناسبة .
4- تعمل الأهداف على تجزئة محتوى المادة الدراسية إلى أقسام صغيرة .
5- تمثل الأهداف السلوكية معايير دقيقة يمكن استخدامها لاختيار أفضل طرائق التدريس .
6- تساعد الأهداف السلوكية المعلمين على تقويم العملية التعليمية.

ج - صياغة الأهداف السلوكية قبل أن نذكر طريقة صياغة الأهداف السلوكية.. هناك شروط ينبغي مراعاتها عند صياغة هذه الأهداف حتى تحقق الصفة السلوكية له وأهم هذه الشروط:
1- أن تصف السلوك المتوقع من جانب المتعلم والمحتوى أو السياق الذي يستخدم فيه هذا السلوك مثال:( أن يعدد الطالب خطوات تشغيل جهاز الحاسب الآلي)
2- أن تصف العبارة سلوكا تسهل ملاحظته ويمكن تقويمه أي ما يعمله الطالب لا ما يشعر به أو يفكر فيه.مثال ( أن يميز الطالب بين نظام تشغيل النوافذ ونظام تشغيل (dos)
3- أن تبدأ العبارة بفعل. ويراعى في اختيار هذا الفعل ما يأتي :
أن يكون مضارعا على أن المتعلم سيقوم به .
أن يشير إلى نتيجة التعلم . وليس إلى عملية التعلم .
أن يشير إلى سلوك يقوم به المتعلم .. وليس إلى سلوك يقوم به المعلم .
مثال:(أن يقوم الطالب بتشغيل جهاز الحاسب وإغلاقه بإتقان )
4- أن تشتمل العبارة السلوكية على هدف سلوكي وحيد, مثال:(أن يعرف الطالب جهاز الحاسب)
5- أن يمثل نتاجا تعليميا ينتظر من التلاميذ مثال:قوه.وأن يحدد مستوى الأداء المقبول كدليل لبلوغه مثال:( أن يطبع الطالب خمسين كلمه في الدقيقة )
6_ وصف شروط الأداء أو ظروفه هي الظروف أو الأوضاع التي يظهر عندها السلوك والتي تساعد في الحكم على تحقق هذا الهدف عند تقويم الأداء عليه مثال:( عند وجود الطالب أمام جهاز حاسب آلي يكون قادرا على تشغيله )

طريقة الصياغة:
يمكن أن تصاغ عبارة الهدف السلوكي في قالب يتكون من الآتي:
أن +الفعل السلوكي + المتعلم +جزء من المادة التعليمية +الظرف أو الشرط الذي يتحقق في ضوئه الهدف + مستوى الأداء أو التحقق المطلوب ).
مثال / أن يعدد الطالب أنظمة التشغيل كما وردت في الكتاب في دقيقة واحدة.


د- مستويات الأهداف السلوكية
يعد تصنيف بلوم من أهم المحاولات التي تصدت لتصنيف الأهداف التربوية ومن أكثرها استعمالا وتنبع أهميته من كونه يمثل دليلا يمكن أن يسترشد به في التعرف على الأهداف التعليمية وتحديدها.. وقد صنفت الأهداف بموجب هذا التصنيف إلى ثلاثة مجالات كبرى :
1- المجال المعرفي (الإدراكي ).
2- المجال الانفعالي أو الوجداني.
3- المجال النفسي الحركي (المهاري).
وقد جرت محاولات عديدة لتصنيف الأهداف ضمن كل من هذه المحاولات ولكن أكثرها شهره هو ما قام به العالم بلوم(Bloom )للمجال المعرفي. وكراتول (Krathwol)للمجال الانفعالي وسمبسون (Simpson)للمجال النفس حركي أو المهاري.
ونستعرض فيما يأتي هذه التصنيفات على شكل هرمي متدرج في التعقيد مع الأمثلة من تخصص
(الحاسب الآلي ):
1- المجال المعرفي
ويختص هذا المجال بما يكتسبه المتعلم من معارف ومعلومات مثل الحقائق ..والمعلومات ..والمفهومات والمبادئ.والنظريات .والطرائق والإجراءات :

6-التقويم

5-التراكيب

4-التحليل

3-التطبيق

2-الفهم

1-المعرفة ♦القدرة على الحكم على قيمة المادة التي نتعلمها
■يستطيع الطالب أن يعطي حكما على نقاط الضعف
في نظام تشغيل (Dos)
♦إعادة تنظيم مكونات الموقف التعليمي وإيجاد علاقات جديدة
لم تكن معروفة من قبل.
■إذا أعطي الطالب تقريرا عن فيروسات الحاسب فإنه يستطيع
أن يقترح طرائق لحماية الجهاز من فيروسات الحاسب.
♦التعرف إلى العناصر المكونة لموقف تعليمي والعلاقات بينها.
■إذا أعطي الطالب نصا فبإمكانه التمييز مابين الحقائق والفرضيات فيه.
♦استخدام ما درسه في مواقف جديدة .
■أن يحدد الطالب أمثلة على أنظمة التشغيل المرئية في مقال يتحدث
عن أنظمة التشغيل .
♦استرجاع المعلومات بلغته الخاصة .
■أن يميز الطالب بين أنظمة التشغيل المرئية وأنظمة التشغيل الخطية .
♦استرجاع المعلومات كما درسها تماما .
■أن يصنف الطالب أنواع الحاسب الآلي.




مستويات تعلم المجال المعرفي وفق تصنيف بلوم الرموز المستخدمة في الشكل أعلاه:
♦ معنى المستوى.
■مثال من واقع التخصص (حاسب آلي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق